جلست والنار تشتعل بجسدي ويهدني حر ايام الصيف التي تذبل نشاطي
نهضت من مجلسي ومضيت ابحث عن ظل بارد ووافر يريح نفسي
دلني قلبي الى حيت موجد قلب جدتي وجسدها الذي رسم الزمن على جسدها توقيعه
دخلت الى حيث سكنها في بيتها العتيق الذي يخرج ظله وبرودته المنعشة
وجدتها وقت تعهدت بجلستها مد الأرض ولا يحمل جسدها اي فراش
قبلت يدها واعتلوت راسها مقبلا وزدت قبلتين على وجنتيها وجلست بجانبها
بعد ان اعتلت جبهتي ببعض قبلاتها التي ربما تدلل برضاها عني
فتمددت الأرض بجلستي ولم اعتلي فراشا لحرارة الجو الذي يهدني
زحفت برأسي الذي توجع من شدة وقسوة الحر الى حيث ساقها
وصنعت من ساقها وساده تضم راسي فوقها
بدأت يداها تترنم على راسي مصافحة خصلات شعري
ونظرت الى عيناها فوجدتها تشع بقطرات الندى التي نزفت بفعل احتكاك ذاكرتها بقلبها
بدأت تسرد لي الكلمات التي سمعتها كثيرا .. لكني احب دائما سرد هذه الكلمات وتكرارها
بدأت كلماتها تنسل الى مسمعي وأنا اتنهد تنهيدات الأسى على حال وقع كلماتها ودموعها
كلماتها تقطر من ذكريات الماضي التي غطاها غبار الزمن بارض الدنيا
لكن لم يغطها بارض قلب جدتي
سردت لي ايام ارض فلسطين التي كانت تحييهم برزقها مع شغف الحياة
حدثتني عن ارضي التي سلبت وهي تتقطر الدموع برجائي عدم اخراجها
تسلقت يدي الى وجنتيها محاولتا لملمة الدمعوع التي تبعثرت هنا وهناك
بدأت تداعب هي بيديها على وجنتي وتقول لي ...:::
لا تنسى ارض فلسطين ... وتذكر ان لنا هناك بيتا سلب
ونظرت الى عيناها فالقت بعيني ظل مفتاح معلق على واجهة البيت
فقالت هذا لبيتنا الذي اخرجنا منه غصبا
فتبسمت وقالت : البيت ملكك وخذ مفتاحه .
ضحكت انا وخاطبتها ...
باذن الله سأسكن في هذا البيت الذي تملكين مفتاحه ...
غادر بنا الزمن الى زمن السهول التي كانت تزرع بايدي الاجداد
وحدثتني كيف كانوا يجنون قوت ايامهم
وتذكرني بسهول القمح وبيارات الليمون والبرتقال واشجار الزيتون وغيرها
فتبسمت ضاحكا ... وطلبت منها سرد كيف كانت زيجتها بجدي ....
فتبسمت والحقت بسماتها بضحكات
وقالت ... في صباح زواجي خرجنا لنحصد القمح
وقلت سائلا بضحكة ... وأين شهر العسل ...
فتبسمت وقالت بأسى : كننا نمضيه في سهول القمح وبيارات البرتقال وكروم العنب وأشجار الزيتون ..
حينها قطع كلامنا بقدوم ضيوف قد نزلوا ببيت جدتي ليطمأنوا عليها
حينها نهضت وخرجت ... لأكتب وأخط هذه الكلمات مباشرة من قلب جدتي ..
هذه الكلمات مهداة لقلب جدتي
بقلم سيف فلسطين
هناك تعليق واحد:
في بعض الاحيان يكون الصمت افضل تعليق
و امام دموع هذه الجدة الرائعة لا نملك إلا الصمت
حور
إرسال تعليق